ضمن مشروع تهويد وادي عارة ، أعلن وزير الاسكان الاسرائيلي ارئيل أتياس اليوم الإثنين عن البدء في تسويق قطع أراضي مدينة "حريش" لليهود المتدينين "الحرديم" في منطقة وادي عارة ، والتي ستضمن 5100 وحدة سكنية كخطوة أولى ، حيث ادعى في مؤتمره الصحفي أن "حريش" هي للجميع وليست فقط للحرديم.

 

وتعتبر حريش بلدة صغيرة تتبع لسلطة محلية "حريش – كتسير" اقيمت عام 1993 ، وتعمل الحكومة الاسرائيلية على رسم مخطط لاقامة مدينة كبرى لليهود المتدينين فيها ، ويأتي هذا الاعلان بعد أن تم ايداع مخطط حريش 1 عام 2010 ، والذي تم تقديم 720 اعتراض عليه لاحتوائه على مخطط توسيع حريش من خلال بناء 10300 وحدة سكنية اضافية وتجهيزها بالتلائم مع مجتمع اليهود المتدينين. 

 

وكان أحمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية التي تعمل منذ 3 سنوات للتصدي لهذا المخطط ، قد صرّح أن أتياس قام بتسويق هذه القطع بأسعار مخفضة لم يسبق لها مثيل ، حيث أن اتياس الذي ينتمي لحركة شاس الداعمية للحرديم بشكل خاص هي متمكنة من الحكومة ورئيسها وقام بالحصول على أرخص الاسعار الذي يصل سعر الوحدة الى 500 الف شاقل مقارنة مع بردس حنا التي يصل سعر الوحدة السكنية فيها الى مليون شاقل ، وكتسير البعيدة فقط 4 كيلو متر عن حريش سعر الوحدة السكنية فيها 700 الف شاقل .

 

وأكد ملحم أن هنالك اعتراضات في المحاكم ضد هذا المخطط السياسي التهويدي ، مناشدا جميع الهيئات واللجان والسلطات المحلية العمل سوية للحد من هذا المخطط الذي سيجلب اليهود المتدينين العنصريين الى منطقة يقطنها أكثر من 140 الف مواطن عربي ، حيث أن مخطط الحكومة يرسم لاستقطاب 150 الف يهودي متدين لمنطقة وادي عارة ، وأن المشروع حريش كان في البداية يقع على مساحة 28 الف دونم واقتصاص أراضي عربية وضمها لهذه المدينة العنصرية وخاصة دار الحنون ومن اراضي ام القطف وبرطعة ، الا ان اعتراضات الأهالي والجلسات المتعاقبة مع اعضاء الكنيست والجهات المختصة أدت الى تقليص هذه المساحة رويدا رويدا حتى ما تم الاعلان عنه في المؤتمر صحفي وهو نحو 4 الاف دونم كمرحلة أولى وستتبعها مراحل تبتلع من خلالها ما تبقى من اراض مفتوحة في هذه المرحلة .

 

وناشد ملحم جميع السلطات المحلية في منطقة وادي عارة والحركات والأحزاب ولجنتي المتابعة والقطرية لرفض هذا المخطط الحكومي، وأن أبنائنا أولى ان بهذه الوحدات السكنية من غيرهم للضائقة السكنية الخانقة التي يمر فيها المواطنين العرب في البلاد بشكل عام وفي وادي عارة بشكل خاصة . مشيرا الى ضرورة اقامة لوبي عربي بالاجماع لجنيد الشباب العربي للحصول على الشقق السكنية ودعمهم من قبل مستثمرين ومقاولين وتنظيم أموارهم للحصول على قبل ان تعجّ باليهود .

 

ولفت أحمد ملحم أن ما ينذر بتخصيص حريش لليهود المتدينين هو العمل على تجهيز 40 كنيس يهودي ومدارس منفصلة للبنين والبنات وأحياء وظروف معيشية تتلائم مع الـ "حريديم" ، لا تتناسب مع اي تخطيط عربي ، ونحن نطالب بالغاء هذه الخرائط ورسم خرائط جديدة تمنح ظروف معيشية تتلائم مع جميع المواطنين ، ولن يتم ذلك الا باجماع من رؤساء السلطات المحلية في وادي عارة ، ويجب على اللجنة القطرية والمتابعة التدخل وطرق جميع الدوائر الحكومية من أجل احباط هذا المخطط حيث أن عمل اللجنة الشعبية لوحدة لا يكفي وقمنا بالتوجه رسميا للجميع وشاركونا ببعض النشاطات الا انه لا يكفي بتاتا ".

 

يشار أن اللجنة الشعبية قامت اليوم الإثنين بمشاركة بعض نشاط يهود الذين يرفضون مخطط حريش ، بتنظيم تظاهرة بالتزامن مع توقيت المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الاسكان ، وذلك على مدخل مستوطنة حريش بعد أن كان من المفروض وصول لجنة حاخامات من الحركات المتدينة في اسرائيل والاجتماع مع رئيس اللجنة المعينة العنصري الذي يكنّ للعرب كراهية حاقدة وفق ما قاله أحمد ملحم ، والذي يقوم بالعمل بجد واجتهاد لتنفيذ المخطط العنصري لحريش ليكون رئيسا لها والتضييق على العرب في المنطقة .

 

وقام المتظاهرون باغلاق مدخل البلدة حيث علمنا أن اللجنة المذكورة لم تصل الى المكان خشية وقوع مشادات بعد ابلاغهم بوجود تظاهرة لصدهم .